بحث هذه المدونة الإلكترونية

المذنبات

مذنب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من المذنبات)
اذهب إلى: تصفح، ‏ ابحث
مذنب هالي بوب، الذي ينظر اليه على 29 مارس 1997 في بازين، وكرواتيا.
المذنب هو جسم جليدي صغير يدور في النظام الشمسي يظهر عندما يكون قريب بما يكفي من الشمس ، ويعرض في غيبوبة مرئية (أ، غامض رقيقة، والغلاف الجوي مؤقتة)، وكذلك في بعض الأحيان الذيل. هذه الظواهر ليست على حد سواء نظرا لآثار الإشعاع الشمسي والرياح الشمسية على نواة المذنب. نواة المذنب هي نفسها مجموعات فضفاضة من الجليد والغبار والجسيمات الصخرية الصغيرة، التي تتراوح بين بضعة أمتار مئات إلى عشرات الكيلومترات. وقد لوحظت المذنبات منذ العصور القديمة وتاريخيا تعتبر التطير.
كلما اقتربت نواة المذنب من الشمس تسخن المادة المتجمدة محررة الغازات من الجسم السديمي و من سحابة الهيدروجين فإذا حدث التأين (انتزاع الكترونات خارجية من الذرات) يتكون ذنب متأين و يندفع في الاتجاه المضاد للشمس بتأثير الرياح الشمسية و يتبخر الثلج. فإن الغبارالمغروس فيه يتحرر و يندفع في تراب الذنب بوساطة ضغط الإشعاع الشمسي و بتحرك المذنب بعيدا عن الشمس يقل التسخين و يقل تبعا لذلك تحرر الثلج و الغبار و تبدأ النواة عملية التخزين الباردة و عندما يبتعد المذنب عن الشمس بدرجة لا يتبخر معها الثلج يصبح عديم الذنب و يتكون له ذنب جديد باقترابه من الشمس .
معظم مدارات المذنبات تكون كبيرة الاستطالة و أوضاعها عشوائية لذلك يمكنها عبور مستوى مدار الأرض بزوايا شديدة الانحدار و هذا يختلف كثيرا عن حالة مدارات الكواكب التي تميل كلها بزوايا أقل من 8 درجات على مدار الأرض (ما عدا بلوتو فيميل بمقدار 17 درجة) و هذه المذنبات لها فترات دورية قصيرة و ترى خلال جزء كبير من كل مدار بالمقارنة بتلك التي لها مدارات مستطيلة مقل مذنب هالي.
و تكتشف المذنبات اللامعة من وقت لآخر و التي يسهل رؤيتها بالعين المجردة و يتم غالبا بوساطة الفلكيين الهواة و في بعض الأحيان بوساطة الطيارين و قد تم كشف ثلاثة بهذه الطريقة خلال النصف الأول من عام 1970 و تسمى المذنبات بأسماء مكتشفيها مه أن المذنب الأكثر شهرة و هو مذنب هالي يشذ عن هذه القاعدة فقد سمي باسم الرجل الذي اقترح أن له مدارا مغلقا و تنبأ بوقت عودته.
كان الناس يخافون المذنبات قديما قبل أن يعرفوا ماهي، وكان الفلكي إدموند هالي قد شرح ظهور المذنبات، فأعتقد هالي أن المذنبات قد تكون هي أيضا جزءا من النظام الشمسي، وتتحرك في مسارات ثابتة حول الشمس، وبدأ بالإطلاع على كل ما يمكن إيجاده من المدونات عن المذنبات التي ظهرت سابقا، فأكتشف إن المذنب الذي شوهد عام 1682م، هو نفسه الذي شوهد في عامي 1531م، 1607م وإنطلاقا من هذا تنبأ هالي أن المذنب الذي يدعى بإسمه الآن سيظهر ثانية في عام 1758م، وكان إدموند هالي على حق حيث ظهر مذنبه في موعده.
لكن هالي لم يكن على قيد الحياة وقتها ليشاهده، وقد ظهر لآخر مرة عام 1986، وسيظهر مرة أخرى بعد 76 عاما، وإذا كان يظهر المذنب بشكل فترات منتظمة فهذا يدل على على أنه يسير بمسار بيضوي منتظم حول الشمس. لقد كان آدموند هالي أول من قرر أن المذنبات أعضاء في النظام الشمسي تسبح في مدارات على هيئة قطع ناقص، ويوجد في منظومتنا الشمسية أكثر من مائة ألف مليون مذنب تدور حول الشمس بصفة مستمرة على مسافات بعيدة لاتقل عن 18 ألف مليون كيلو متر.

أنواع المذنبات

اكتشف علماء الفلك إن هناك نوعين من المذنبات:
المذنبات الدورية وهي التي تدور حول الشمس بصفة دورية مستمرة. وهي التي أنتزعت من مداراتها الأصلية على بعد ملايين الكيلو مترات ثم أتخذت مدرات جديدة قرب الشمس، قادتها هذه المدارات الجديدة إلى زيارات دورية، منتظة. والمذننبات غير الدورية وهي التي تمر عبر المجموعة الشمسية مرة واحدة ولا تظهر أو تمر ثانية.

التركيب

يدرس الفلكيون تركيب المذنبات بتحليل الضوء الصادر عنها. ويجمع هذا الضوء بالتلسكوبات التي تكون موضوعة على الأرض أو مثبتة في المركبات الفضائية. وقد تمكن العلماء من الحصول على كمية كبيرة من المعلومات عن تركيب المذنبات بدراسة مذنب هالي في عام 1986م، عندما عبر المذنب مدار الأرض في ذلك العام. فقد حلقت أربع مركبات فضائية بالقرب من المذنب وجمعت معلومات عن مظهره وتركيبه الكيميائي.
ويحتوي مذنب هالي على كميات متساوية تقريبًا من الثلوج والغبار. ويتكون الثلج من الماء المجمد، بنسبة 80% تقريبًا، وأول أكسيد الكربون المجمد، بنسبة 15% تقريبًا، وخليط من غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان والنشادر المجمدة، بنسبة 5%. ويعتقد العلماء أن المذنبات الأخرى شبيهة في تركيبها بمذنب هالي.
أشهر المذنبات
اسم المذنَّب شوهد لأول مرة مدة دورانه (بالسنوات)
مذنب هالي ح. 240 ق.م. 76
مذنب سويفت-تتل 69 ق.م. 130
مذنب تمپل-تتل 1366 33
مذنب تيخو براهه 1577 غير معروف
مذنب بييلا 1772 6,6
مذنب إنكا 1786 3,3
مذنب فلوجيرجيس 1811 3100
المذنب الكبير 1843 513
مذنب سبتمبر الكبير 1882 579
مذنب إيكيا-سيكي 1965 880
مذنب بنيت 1969 1678
مذنب كوهوتك 1973 غير معروف
المذنب وست 1975 558,300
مذنب شوميكر-ليڤي 9 1993*
مذنب هاله-بوب 1995 2,380
مذنب هيكوتيك 1996 63,400
* كان هذا المذنب يدور حول المشتري في مدار مدته عامان، واصطدم بالكوكب في يوليو 1994م.

المدارات

يصنف الفلكيون المذنبات إلى مذنبات قصيرة الأمد ومذنبات طويلة الأمد، اعتمادًا على الفترة الزمنية التي تستغرقها هذه الأجسام في الدوران حول الشمس، حيث تكمل المذنبات القصيرة الأمد دورة كاملة حول الشمس في أقل من 200 عام، بينما تكمل المذنبات الطويلة الأمد دورة كاملة في 200 عام أو أكثر.
وتتحرك معظم المذنبات المعروفة في مدارات متطاولة حول الشمس، وتخترق عادة المدارات الدائرية للكواكب. ونتيجة لذلك تصطدم المذنبات أحيانًا بالكواكب وتوابعها. ففي يوليو 1994م، على سبيل المثال، اصطدم مذنب يسمى شوميكر ليفي 9 بالمشتري. وقد أدت اصطدامات المذنبات بالكواكب وتوابعها إلى تكوُّن العديد من الفوهات على توابع الكواكب الخارجية وبعض الكواكب الداخلية وعلى القمر.
ويعتقد العلماء أن المذنبات القصيرة الأمد تأتي من نطاق من المذنبات يسمى حزام كويبر، يقع وراء مدار بلوتو، وهو أبعد الكواكب عن الشمس. وتأتي المذنبات الطويلة الأمد من سحابة أورت، وهي مجموعة من المذنبات تبتعد عن الشمس بمسافة تبلغ قدر المسافة بين مدار بلوتو والشمس ألف مرة.

اتجاه الذيول

تمتد الجسيمات الغبارية المنطلقة من النواة إلى ذيل لأن ضوء الشمس يدفعها إلى ذلك. وفي نفس الوقت تتداخل الرياح الشمسية ـ وهي جسيمات صادرة عن الشمس، سريعة الحركة، ومشحونة كهربائيًا ـ مع غازات المذنب، وتدفعها إلى الخلف في شكل ذيل. وبسبب هذين التأثيرين تتجه ذيول المذنبات عادة بعيدة عن الشمس.

أصل المذنبات وأعمارها

يعتقد العلماء أن المذنبات تكونت مع تكوُّن الكواكب ـ أي منذ 4,6 بليون عام. فقد تكونت الكواكب من تجمع الغازات والثلوج والصخور والغبار، حيث أصبحت معظم الثلوج والغبار جزءًا من المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، وبقيت المذنبات في شكل قطع متخلفة من الثلوج والغبار.
وتفقد المذنبات الثلوج والغبار في كل مرة تعود فيها إلى النظام الشمسي الداخلي، ويؤدي هذا الفقدان التدريجي إلى نفاد كل الثلوج المكونة لبعض المذنبات في نهاية المطاف، وعندئذ يتكسر المذنب إلى سحب من الغبار أو تتحول إلى أجسام شبيهة بالكويكبات. وتدخل بعض جسيمات الغبار إلى الغلاف الجوي الأرضي، وتتوهج في شكل شهب أو نجوم مندفعة، بسبب احتكاكها بالغلاف الجوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق